الثلاثاء، 24 مارس 2015

التصوير المقطعي بإصدار البوزيترونات Posetron Emitting Tomography

التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني PET

يتم استخدام هذه الطريقة في مجال تشخيص الأورام السرطانية، حيث أنه بواسطتها يمكن الحصول على إرشادات قيّمة حول طبيعة الأنسجة ويمكن من خلالها التفرقة بين الأنسجة السليمة والمسرطنة. تعمل هذه الطريقة من خلال قياس معدل إستقلاب السكر في خلايا الجسم، الذي يرتفع بشكل كبير في خلايا الأورام الخبيثة، نظراً لأن الخلايا السرطانية تتطلب الكثير من الطاقة لنموها السريع. ويمكن من واقع "قياس السكر" في الأنسجة التعرف على وجود الأورام والنقائل السرطانية الصغيرة.

ما المقصود بطريقة التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني؟

لم تكن هذه الطريقة حتى قبل أعوام قليلة متاحة إلا لإجراء الفحوصات والدراسات العلمية، أما الآن فقد وجدت طريقها إلى مجال الطب النووي الإشعاعي. عند تطبيق هذه الطريقة يتم الاستفادة من العلم بوجود تغيرات مرضية معينة أدت إلى ظهور معدلات مرتفعة لاستقلاب السكر. وفي هذا الإطار يتم حقن المريض في وريده بمادة مذيبة للسكر مشبعة بمادة خفيفة الإشعاع، فلور 18. وفي خلال فترة قصيرة تنتشر المادة في خلايا الجسم كله وتتركز بشدة بصفة خاصة في المواضع التي يرتفع فيها معدل استقلاب السكر – فيما يعد إشارة إلى احتمالية نشوء ورم . هذه المواضع يراها الطبيب باعتبارها  "نشاط" في القياس.


يمكن بواسطة طريقة PET تشخيص الأورام الأولية التي تكون في معظمها خبيثة والنقائل السرطانية بكل أبعادها الحقيقية، وعرضها على هيئة صور ثلاثية الأبعاد. تسمح هذه المعرفة بإمكانية وضع خطة علاجية أكثر دقة والتحكم في خطوات العلاج اللاحقة بشكل أكبر، مثل العلاج الكيماوي أو إجراء العمليات الجراحية. كذلك فإنه يمكن بعد مرور 14 يوماً على العلاج الكيماوي الجزم بمدى نجاح العلاج أو ضرورة مواصلته. وبذلك فإنه يمكن في حالة الشك تجنب القيام بالعلاج الكيماوي غير الضروري وبالتالي عدم التعرض للآثاره الجانبية القاسية. يمكن من خلال تطبيق طريقة PET التعرف على الأورام الخبيثة بنسبة دقة تفوق 90%.

التصوير بال PET و التعرض الاشعاعي 

يبلغ مدى التعرض الاشعاعي من المادة المشعة  الذي يتسبب فيه إجراء الفحص بواسطة طريقة PET نسبة الإشعاع السنوي الطبيعي في ألمانيا أو النسبة ذاتها التي يتعرض لها الركاب في رحلات الطيرات العابرة للأطلسي أو في رحلة التزلج لأسبوعين في الجبال المرتفعة طبعاً بدون حساب التعرض من التصوير الطبقي المرافق .

متى يمكن الفحص باستخدام تقنية PET؟

يتم اتباع هذه الطريقة عند إجراء فحوصات على كامل الجسم  للكشف عن الالتهابات غير معلومة المصدر أو الأورام. وبأعلى درجات الثقة والأمان يمكن باتباعها التفرقة بين التغيرات الحميدة والخبيثة في حال الحصول على نتيجة فحص مشكوك فيها في تقنيات شعاعية أخرى .
كما ينصح باتباع هذه الطريقة بشكل خاص عند إجراء فحوصات للكشف عن الإصابة بسرطان الكبد أو الرئتين أو الصدر أو البنكرياس. يمكن من خلال الفحص بهذه الطريقة الإجابة بكل ثقة وأمان على أسئلة "هل أنا مصاب بالسرطان؟" و"هل الورم خبيث أم حميد؟". 

تتميز تقنية التصوير بالإصدار البوزيتروني بأنها تجمع بين دقة المعلومات التشريحية للتصوير الطبقي المحوري و دقة المعلومات الوظيفية للتصوير الومضاني بالغاما كاميرا  حيث يحوي الجهاز على مجموعتين من الكواشف :
كواشف الأشعة السينية التي تقوم بكشف الحزم الناتجة عن أنبوب الأشعة السينية للتصوير المقطعي المحوسب .
كواشف للبوزيترونات و التي تقوم بتحليل حزمة الأشعة الصادرة من المريض نفسه نتيجة تفكك المادة المشعة داخل الجسم و إطلاقها للبوزيترونات 


بعد مرور المريض أو العضو المصور بمنظومة الطبقي المحوري أولاً ثم بمنظومة التصوير بإنبعاث البوزيترونات يتم تركيب المعلومات الواردة لكل من مجموعتي الكواشف لتعطي صور عالية الجودة وظيفياً و تشريحياً تمكن الطبيب المختص من تحديد وجود و قياس أبعاد الأورام الموجودة بدقة كبيرة كذلك التمييز بين الأورام الخبيثة و السليمة 

تتميز طريقة التصوير بالاصدار البوزيتروني بأن المواد المشعة المستخدمة قصيرة العمر لا تعطي نشاطاً اشعاعيا كبيراً و لكن هذا الموضوع هو من عقبات انتشار هذه التقنية أيضاً اذ أن الحصول على هذه المواد يتطلب وجود جهاز خاص هو المسرع الحلقي كما أن التقنية العالية المطلوبة للدمج بين نوعين من التصوير بالزمن الحقيقي هي تحدي تقني كبير لذلك نجد أن هذه الأجهزة باهظة الكلفة إن من ناحية ثمنها أو صيانتها 

كذلك من حيث استخدامها للمواد المشعة فإن ذلك يستدعي اجراءات وقاية إشعاعية فعالة من حيث التدريع و طريقة التعامل مع المواد المشعة في المخبر الحار حيث يتم تحضير المواد المشعة .


نتمنى السلامة للجميع :)